حينما رُفع الستار في مسرح حديقة الأزبكية يوم افتتاحه عن تمثالٍ لأبي الهول
قال شوقي يناجي بها أبا الهول
ومطلع القصيدة:
أبا الهول طال عليك العصر
وبُلّغت في الأرض أقصى العُمر
وفيها يقول:
عجبت للقمان في حرصه
على لُبَدٍ والنسور الأخر
وشكوى لبيد لطول الحياة
ولو لم تطل لتشكى القصر
📚 ولقمان هو: لقمان بن عادياء، وهو في بعض الروايات، الذي بعثه عاد في وفد إلى الحرم ليستسقي لها، فخير لقمان بين أن يعيش بقدر ما تعيش سبع بقرات، إحداهما بعد الأخرى، وبين أن يعيش بقدر ما تعيش سبعة أنسُر كلما هلك نسر آخر. فلم يرض بالأبقار، واختار الأنسر السبعة، فكان يموت نسر ويخلفه نسر غيره، حتى لم يبقَ إلا النسر السابع
فقال للقمان ابن أخ له: يا عم، ما بقي من عمرك إلا عمر هذا، فقال لقمان: هذا لُبد، ولبد بلسانهم معناه الدهر.
وكان لقمان يأخذ النسر، فيعيش خمسَمئة سنة أو أقل أو أكثر، فإذا مات أخذ النسر الثاني مكانه، وهكذا إلى أن هلكت الأنسر الستة وبقي السابع، فأخذه وسماه لُبَداً، فكان أطولها عمراً، فضربت العرب المثل به وقالوا: ( طال الأبد طول لُبَد ).
والأعشى يقول:
وأَنْتَ الَّذِي أَلْهَيْتَ قَيْلاً بكاَسِهِ
ولُقْمَانَ إذ خَيّرْتَ لُقْمَانِ فيِ الْعُمِرْ
لِنَفْسِكَ أن تختار سَبْعَةَ أَنْسُرٍ
إِذَا مَا مَضَى نَسْرٌ خَلَوْتَ إلى نَسْرِ
فَعُمِّرَ حتَّى خَالَ أنَّ نُسوُرَه
خلُودٌ، وَهَلْ تَبْقَي النُّفُوسُ عَلَى الدَّهْرِ؟
فعاش لقمان – زعموا – ثلاثَةَ آلافٍ وخمسمائة سنة
قال النابغة:
أضحت خَلاءً، وأضحى أهلُها احتملو
أََخْنَي عليها الَّذِي أَخْنَى على لُبَدِ
وقال لبيد:
ولقد جَرَى لُبَدٌ فأدْرَكَ جَرْيَهُ
رَيْبُ الَمُنونِ وَكاَنَ غَيْرَ مثقَّلِ
لَمَّا رَأَى لُبَدُ النسورَ تَطَايَرَتْ
رَفَعَ الْقَوَادِمَ كالْفَقِيرِ الأعْزَلِ
مِنْ تَحْتِهِ لُقْمَانُ يَرْجُو نَهْضَهُ
وَلَقَدْ يَرَى لُقْمَان أن لا يأتَلِي